أولمبيك الدشيرة بين مطرقة ضعف الموارد وسندان إغلاق الملاعب : موسم استثنائي بأعباء مضاعفة!!
متابعة/ حميد الدوبلالي
بين فرحة الصعود إلى القسم الاحترافي الأول وتحديات الواقع، يجد فريق أولمبيك الدشيرة نفسه أمام وضعية شديدة التعقيد. فمع بداية موسمه الأول في القسم الوطني الأول، يُجبر النادي على خوض تجربة غير مألوفة، ليس فقط رياضيًا، بل ولوجستيًا وماليًا، بعد قرار إغلاق ملعبه الرسمي احمد فَنّا للإصلاح، وامتداد هذا القرار لاحقًا ليشمل حتى ملعب أدرار، الذي كان من المفترض أن يكون البديل المؤقت.
كان جمهور أولمبيك الدشيرة يأمل أن يتمكن الفريق من خوض مبارياته داخل مدينة أكادير أو محيطها، حفاظًا على الروح المعنوية وتخفيفًا من أعباء التنقل. غير أن قرار إغلاق ملعب أدرار بدوره لأسباب تقنية أو تدبيرية (حسب المعطيات المتوفرة)، جعل الفريق يدخل في دوامة البحث عن ملعب بديل، ما سيؤثر حتمًا على الجاهزية البدنية، التركيز الذهني، وأيضًا على الحضور الجماهيري، الذي كان ليكون سندًا معنويًا قويًا في أول تجربة للنادي في المستوى الاحترافي الأول.
إلى جانب الضغط التقني، يعاني أولمبيك الدشيرة من محدودية مداخيله المالية مقارنة بباقي أندية القسم الأول. النادي، الذي اعتمد لسنوات على موارد محلية وشبه مستقرة، يجد نفسه اليوم مضطرًا إلى تدبير مصاريف إضافية مرتبطة بالتنقلات، كراء ملاعب، الإقامة، والنقل، دون أن يقابل ذلك دعم مالي واضح أو استثنائي من الجهات المختصة، سواء الجامعة أو السلطات المحلية أو المجالس المنتخبة.
في كرة القدم الحديثة، الاستقرار اللوجستي والبنية التحتية عاملان حاسمان في تحقيق النتائج. اللعب خارج القواعد بشكل دائم، وفي ملاعب قد تكون بعيدة عن جماهير الفريق، يعني غياب عامل “الأرض والجمهور”، كما يؤدي إلى إنهاك اللاعبين جسديًا ونفسيًا. هذا الوضع يهدد بتأثير مباشر على المردودية التقنية للفريق، خصوصًا في موسم يتطلب تركيزًا كبيرًا للحفاظ على مكانته في القسم
ما يواجهه أولمبيك الدشيرة ليس مشكلًا خاصًا بنادٍ صاعد فقط، بل هو مؤشر على خلل بنيوي في تدبير البنية التحتية الرياضية في بعض المدن. ومن هذا المنطلق، فإن تدخل الجهات المسؤولة – سواء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وزارة الشباب والرياضة، أو السلطات المحلية – لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة. المطلوب ليس فقط توفير ملعب بديل مناسب، بل دعم لوجستي ومالي استثنائي يُمكّن النادي من الدخول في المنافسة على قدم المساواة مع باقي الأندية.
أولمبيك الدشيرة أمام امتحان صعب، ليس داخل المستطيل الأخضر فقط، بل خارجه أيضًا. التحدي الحقيقي ليس فقط في البقاء بين الكبار، بل في إثبات أن نادي آخر ينتمي الى جهة سوس ماسة قادر على فرض نفسه رغم كل المعيقات. لكن من دون دعم حقيقي، فإن موسم الفريق قد يتحول من حلم جميل إلى كابوس رياضي.