حين تُهزم الجودة في الميدان.. نتائج فريق رجاء أيت إيعزة تسيء لصورة الداعم الرسمي تعاونية “كوباك”

متابعة/ الفار

رغم توفر كل الشروط الموضوعية واللوجستيكية التي من شأنها توفير بيئة رياضية مستقرة ومحفزة على الأداء والنجاح، جاءت حصيلة فريق رجاء أيت إعزة لكرة القدم النسوية خلال الموسم الرياضي 2024/2025 بعيدة كل البعد عن تطلعات جماهير الفريق وداعميه، وفي مقدمتهم الشريك الرئيسي، شركة الجودة – تعاونية كوباك.

فخلال هذا الموسم الذي خاض فيه الفريق 26 مباراة ضمن القسم الأول من البطولة الاحترافية لكرة القدم النسوية، لم يتمكن إلا من تحقيق 8 انتصارات فقط، في مقابل 13 هزيمة و5 تعادلات، وهي حصيلة وصفها العديد من المتابعين بـ”الكارثية”، لا سيما وأن الفريق كان على شفا مغادرة قسم الصفوة، وهو ما كان سيمثل انتكاسة حقيقية لمساره الرياضي وللجهود المبذولة من قِبل مختلف الأطراف المعنية.

أداء متواضع جدّا رغم الدعم غير المشروط للفريق

ما يثير التساؤلات الحقيقية حول هذه الحصيلة هو الكمّ الهائل من الدعم اللوجستي والمادي المقدم من طرف شركة الجودة – تعاونية كوباك، التي لم تكتف بكونها راعٍ رئيسي للفريق، بل تعدت ذلك إلى توفير شروط إقامة لائقة للاعبات، وتخصيص موارد لضمان النقل، والتغذية، والرعاية الصحية، علاوة على مواكبة مستمرة للفريق من الناحية التنظيمية.

وبالرجوع إلى مبدأ المسؤولية التعاقدية والاعتبارية بين الشركاء في إطار عقود الرعاية والدعم الرياضي، فإن النتائج المتواضعة لا تنعكس فقط على سمعة الفريق، بل تُلحق أضراراً معنوية بصورة الشريك الراعي، الذي يرتبط اسمه، من حيث المبدأ، بقيم التفوق والانضباط والتميز. خاصة وأن تعاونية كوباك تعتبر رائدة على المستوى الوطني، بل نموذج يحتدى به من طرف التعاونيات، كونها تمكنت من فرض إسمها على الصعيد الوطني والدولي، وباتت تنافس شركات كبرى في مجالات اشتغالها.

من يتحمل المسؤولية؟

في ضوء هذه النتائج، تصبح مسألة ربط المسؤولية بالمحاسبة أمراً واجباً، ليس فقط من منطلق التدبير الرياضي الداخلي، بل كذلك من حيث حماية صورة واعتبار الشركاء الداعمين، وفي مقدمتهم شركة الجودة – تعاونية كوباك، التي لطالما آمنت بالمشروع الرياضي للفريق وساهمت في بلورته على أرض الواقع.

ويُطرح هنا سؤال جوهري، كيف لفريق يحظى بكل هذا الدعم أن يسجل موسماً مخيباً على هذا النحو؟ في وقت فرق لا تحظى بمثل هذا الدعم قدمت موسما كرويا ناجحا وساهمت في الترويج لداعميها، وأين يكمن الخلل، هل في التدبير التقني؟ في الانتدابات؟ في غياب استراتيجية واضحة المعالم؟ أم في عدم التقدير الكافي للمسؤولية من قبل بعض مكونات الفريق؟

صورة المدينة على المحك

لا تقف تداعيات هذه النتائج عند حدود الفريق أو الشريك، بل تمتد لتُسيء إلى الهوية الرياضية لمدينة أيت إعزة ككل، التي كانت تراهن على فريقها النسوي كرافعة للتنمية المجالية وصورة مشرفة للمرأة الرياضية في المنطقة. لكن الواقع الميداني جاء ليكرّس خيبة أمل حقيقية قد تؤثر سلباً على ثقة الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين في دعم المشاريع الرياضية المستقبلية.

لقد بات من الضروري، في ضوء هذه الحصيلة، إعادة فتح ورش التقييم الشامل لمشروع الفريق، على ضوء الالتزامات القانونية والأخلاقية المرتبطة بعقود الدعم والرعاية، وذلك لتحديد مكامن القصور بدقة؛ واتخاذ إجراءات محاسبة داخلية شفافة؛ و العمل على بناء تصور جديد أكثر نجاعة؛ وصون صورة الشركاء، وفي مقدمتهم شركة الجودة – تعاوتية كوباك”، من كل إساءة مباشرة أو ضمنية، خاصة وأن شعار الشركة في واحهة الأقمصة التي يرتيدها لاعبات الفريق.

في الرياضة كما في باقي القطاعات، النتائج هي الحكم النهائي. وما لم يتم التعامل مع هذه الحصيلة بروح من الجدية والمكاشفة، فإن الأثر لن يكون محصوراً في ترتيب أو مباراة، بل سيمتد ليقوّض علاقة الثقة بين الفرق الرياضية وبيئتها الداعمة. وهو ما لا يجب أن يُقبل به تحت أي مبرر، خاصة في ظل رعاية كريمة وجهود ملموسة من شركاء آمنوا بالمشروع وراهنوا عليه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.