حسنية أكادير في مواجهة تحديات موسمية: هل يستطيع الفريق العودة إلى التوهج
اختتم فريق حسنية أكادير الشطر الأول من البطولة الوطنية لكرة القدم في المرتبة 11، محققًا 17 نقطة من 5 انتصارات، تعادلين و8 هزائم. ورغم بعض اللحظات المضيئة في مشواره هذا الموسم، إلا أن الفريق يعاني من عدة تحديات إدارية وفنية قد تؤثر على مستقبله في البطولة.
بدأ فريق حسنية أكادير الموسم الكروي بمستوى متواضع، حيث خسر في المباراة الافتتاحية أمام اتحاد طنجة على ملعب أدرار، ما وضع الفريق في بداية صعبة من البطولة. ولكن، مع مرور الجولات، شهد الفريق صحوة في النصف الثاني من البطولة، محققًا ثلاثة انتصارات متتالية. ورغم هذه الصحوة، تراجع الفريق مجددًا في الثلث الأخير من الموسم، حيث اكتفى بنقطة واحدة من أصل 9 ممكنة، وكان تعادله الوحيد أمام أولمبيك آسفي خارج ملعبه.
أحد العوامل التي أثرت على أداء الفريق هو عدم قدرته على إبرام التعاقدات في بداية الموسم بسبب المنع المفروض عليه. هذا المنع، الذي حال دون تعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد، يعد مؤشرًا على أزمة إدارية عميقة تعيشها إدارة النادي، ما أثر على أداء اللاعبين الموجودين. هذه المشكلة كانت بمثابة حاجز أمام الفريق لتحقيق نتائج أفضل.
من جهة أخرى، يعاني المكتب المسير لحسنية أكادير من انشقاقات كبيرة، حيث يعكف العديد من الأعضاء على اتخاذ قرارات بشكل منفرد دون استشارة باقي أعضاء المكتب المنتخب. يقال إن قرارات الفريق تُتخذ من قبل أعضاء الشركة الرياضية للنادي، دون الرجوع إلى الأعضاء المنتخبين في الجمع العام، ما يثير تساؤلات حول من يمتلك القرار النهائي في النادي. بعض المصادر تشير إلى أن هناك تدخلات من شخصيات مقربة من عزيز أخنوش، أحد كبار المسؤولين في مدينة أكادير، مما يعزز الشكوك حول تدبير الفريق من قبل جهات خارجة عن الإدارة الرسمية.
على الصعيد الفني، يواجه الفريق مشكلة في محدودية خيارات اللاعبين، حيث لا يمتلك حسنية أكادير مجموعة من اللاعبين القادرين على المنافسة على أعلى المستويات في البطولة. هذه المحدودية تجعل من الصعب على الفريق استعادة توازنه في المباريات الحاسمة، مما يفسر التذبذب الواضح في أدائه خلال هذا الموسم.
يعيش فريق حسنية أكادير أزمة متعددة الأبعاد تحتاج إلى تدخل عاجل على كافة الأصعدة. يجب العمل على رفع المنع المفروض على التعاقدات وإيجاد حلول للأزمات الإدارية التي تعيق سير العمل داخل النادي. كما يجب التركيز على تعزيز الفريق بلاعبين قادرين على تحقيق نتائج أفضل ورفع الأداء الفني للفريق. أمام هذه التحديات، يتطلع عشاق الفريق السوسي إلى تدخل عاجل من أجل إنقاذ ما تبقى من الموسم والعودة إلى التوهج الذي اعتاد عليه النادي في سنواته السابقة.
في الختام، يحتاج حسنية أكادير إلى إصلاحات جذرية على المستوى الإداري والفني، لتجاوز الأزمات الحالية والعودة إلى مستوياته المعهودة. يبقى الأمل في أن يتحقق ذلك في أقرب وقت، إذ أن النادي الذي يملك تاريخًا عريقًا وهويًة رياضية بارزة لا يمكن أن يستمر في معاناته لفترة طويلة دون أن يجد الحلول المناسبة.
ابو فهد