من رحم المعاناة إلى منصة التتويج : محمد مبارك يرفع راية المغرب في البطولة الإفريقية للجوجيتسو (صور)
متابعة/ الفار
“المستحيل ليس مغربيًا”، واليوم يمكن أن نقول بثقة: “المستحيل ليس سوسيًا”. شهدت قاعة سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش لحظة استثنائية بتتويج البطل محمد مبارك، ذو الـ16 عامًا، في البطولة الإفريقية للجوجيتسو، حيث أحرز :
الميدالية الذهبية (جوجيتسو نيوزا – وزن 69 كغ).
الميدالية الفضية (جوجيتسو فيتن – وزن 69 كغ).
هذا التتويج هو ثمرة مجهود كبير لبطلٍ عرف كيف يتحدى الظروف منذ سنوات، حيث سبق لمحمد أن حصد 3 ميداليات فضية و5 ذهبية على المستويات المحلية، الجهوية، والوطنية منذ 2022، ليصل اليوم إلى المحفل الإفريقي بجانب زملائه في جمعية أكادير الكبير الرياضية، التي كان لها الدور الكبير في تأطيره ودعمه لتحقيق هذا الإنجاز.
قصة محمد مبارك تحمل في طياتها دروسًا ملهمة. فقد بدأت رحلته قبل ست سنوات، حين عُثر عليه وحيدًا يتسكع في جنبات المحطة الطرقية لإنزكان، بعد أن فقد السند العائلي في عمر العشر سنوات. لكنه وجد يد العون في جمعية رابطة الخير لرعاية الأشخاص في وضعية صعبة، التي تكفلت بإيوائه وإدماجه دراسيًا واجتماعيًا ورياضيا، ليصبح اليوم رمزًا للإصرار والتحدي.
وفي تصريحاته بعد التتويج، أعرب محمد عن فخره وامتنانه بهذا الإنجاز، ووجه شكره إلى :
السيد عامل صاحب الجلالة على عمالة إنزكان أيت ملول، ومن خلاله كافة رجال السلطة والمسؤولين على دعمهم.
جمعية رابطة الخير لرعاية الأشخاص في وضعية صعبة.
جمعية أكادير الكبير الرياضية ومدربه السيد حسن مسلك، السيد أنور حنفي، رئيس العصبة الجهوية للجوجيتسو، الطاقم التربوي والإداري لثانوية النجاح الإعدادية، التي يدين لها بالكثير من الدعم.
محمد مبارك، الذي كان على أعتاب ضياعٍ محتّم، أثبت أن العزيمة تصنع المستحيل. وبفضل ساعديه وعزيمته الحديدية، تحول من طفل يبحث عن مأوى إلى بطل يزين صدره بالميداليات الذهبية، رافعًا اسم المغرب وعمالة إنزكان أيت ملول عاليًا في المحافل القارية.