أزمة الملاعب تخنق أندية أكادير: حسنية أكادير وأولمبيك الدشيرة في مهب الريح
متابعة: محمد لمودن
في قرار مفاجئ وصادم للوسط الرياضي بجهة سوس، أُعلن عن إغلاق ملعب أدرار الكبير بأكادير، المعقل الرئيسي لفريقي حسنية أكادير وأولمبيك الدشيرة، وذلك لإخضاعه لأعمال صيانة وتأهيل شاملة. هذا القرار، رغم أهميته لتطوير البنية التحتية الرياضية، يضع الناديين في مأزق حقيقي، ويهدد استقرارهما ومسيرتهما في المنافسات الرسمية للموسم الكروي الجديد.
يأتي قرار الإغلاق في توقيت حرج للغاية، قبل أسابيع قليلة من انطلاق منافسات البطولة الاحترافية “إنوي”. ويُلقي هذا الوضع بظلال من الشك حول جاهزية الفريقين لخوض غمار الموسم، حيث يجدان نفسيهما بلا ملعب رسمي يستوفي الشروط والمعايير التي تفرضها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
إن انعدام ملعب بديل جاهز في محيط أكادير الكبير يزيد من تعقيد الأزمة. فجل الملاعب المتاحة بالمنطقة لا ترقى إلى مستوى المعايير الاحترافية، مما سيُجبر “غزالة سوس” و”فرسان الدشيرة” على البحث عن حلول خارج قواعدهم، وهو ما يترتب عليه تبعات وخيمة على كافة الأصعدة:
فنيًا: سيُحرم الفريقان من عاملي الأرض والجمهور، وهما عنصران حيويان في تحقيق النتائج الإيجابية. كما سيؤثر التنقل المستمر على الحالة البدنية والذهنية للاعبين.
ماديًا: ستتكبد خزائن الناديين مصاريف إضافية باهظة تتعلق بتكاليف التنقل والإقامة في مدن أخرى، مما سيفاقم من أزماتهما المالية.
جماهيريًا: سيُحرم عشاق ومحبو الفريقين من متابعة ودعم لاعبيهم عن قرب، وهو ما قد يؤثر سلبًا على شعبية الناديين ويُفقدهما جزءًا من هويتهما المحلية.
تُعيد هذه الأزمة إلى الأذهان المعاناة الكبيرة التي عاشها فريق حسنية أكادير في الموسم الماضي، حينما أدت سلسلة من النتائج السلبية، التي ارتبط جزء منها باللعب خارج الديار، إلى تهديد مكانته ضمن أندية الصفوة حتى الجولات الأخيرة من البطولة. ويبدو أن هذا الكابوس يلوح في الأفق من جديد، ولكن هذه المرة بحدة أكبر، حيث يطال الخطر أيضًا فريق أولمبيك الدشيرة الصاعد حديثا إلى القسم الأول.
إن الوضع الراهن يفرض على كافة الجهات المعنية، من سلطات محلية وجامعة ملكية مغربية لكرة القدم، التحرك العاجل لإيجاد حلول آنية وفعالة، وتوفير ملعب بديل مؤقت للناديين، لضمان تكافؤ الفرص وحماية استقرار أندية تمثل واجهة كرة القدم في منطقة سوس، التي طالما كانت خزانًا للمواهب ورافدًا للمنتخبات الوطنية.