من سوس إلى قلب أمريكا.. الإعلامية سعاد بوليد تُشعل كأس العالم للأندية بالأناقة الأمازيغية
محمد لمودن – موقع LVAR.MA
في صورة آسرة ومشهد يختزل عمق الانتماء، خطفت الإعلامية المغربية بوليد سعاد الأنظار بظهورها الأنيق والمشرّف بالزي الأمازيغي التقليدي وسط أجواء كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية. هي ليست مجرد إطلالة عابرة، بل لحظة رمزية قوية تُجسد اعتزازًا متجذرًا بالهوية المغربية، وتقديرًا للإرث الثقافي العريق الذي تحمله كل خيوط وزخارف هذا الزي الأمازيغي الأصيل.
ابنة سوس، من مدينة أكادير، حملت على عاتقها مسؤولية تمثيل الإعلام المغربي خير تمثيل، لكنها أيضًا اختارت أن تمثل ثقافة وطنها بما تحمله من عمق وتنوع. ففي بلد يزخر بتعدد الأعراق واللغات والتقاليد، اختارت سعاد أن تُقدم للعالم جزءًا من روح المغرب، وتحديدًا الثقافة الأمازيغية، من قلب أمريكا، في حدث رياضي يشاهده الملايين من مختلف أرجاء المعمورة.
الإعلام، أكثر من مجرد وسيلة لنقل الحدث، هو جسر حضاري فاعل يربط الشعوب ويُعرّف بالهويات. وفي مثل هذه التظاهرات الرياضية الكبرى، تبرز أهمية هذا الدور بشكل استثنائي، حيث يتجاوز الإعلام وظيفته الإخبارية ليصبح أداة قوية لنشر الثقافة، وبناء صورة مشرفة عن الأوطان. وما قامت به بوليد سعاد هو تجسيد حي لهذا المعنى، حيث استثمرت حضورها الإعلامي لتُبرز جمال الزي الأمازيغي، وقيم الأصالة التي يحملها، في لحظة جعلت من شاشة الرياضة نافذة للتراث.
ظهورها بهذا الشكل هو دعوة لكل مغربي ومغربية، بل لكل أبناء الثقافات الأصيلة، للاعتزاز بتقاليدهم والافتخار بها أينما وجدوا، لأن الهوية ليست مجرد موروث، بل رسالة مستمرة يجب أن نُحسن تقديمها للعالم.
في زمن العولمة، تبقى الثقافة هي البصمة الفريدة لكل شعب، والإعلامي هو حامل هذه البصمة. وسعاد بوليد، بإبداعها وذكائها وجرأتها الراقية، أكدت أن المغرب حاضر دومًا، ليس فقط بالكرة والأداء، بل بثقافته وحضارته وجذوره الضاربة في التاريخ.