أرقام قياسية وشعبية عالمية.. هل ينجح حكيمي في كسر القاعدة؟

متابعة/ مصطفى رمزي

في عالمٍ اعتادت فيه جائزة الكرة الذهبية أن تذهب للمهاجمين وصنّاع الأهداف، يطلّ النجم المغربي أشرف حكيمي، ظهير باريس سان جيرمان، ليكسر القاعدة ويعيد رسم ملامح التميز في كرة القدم الحديثة. موسم استثنائي جعل اسمه يتردد بقوة بين كبار المرشحين، ليس كمجرد حضور شرفي، بل كمنافس حقيقي على أغلى الجوائز الفردية في عالم المستديرة.

أرقام لا يحققها إلا المهاجمون

حكيمي لم يكن هذا الموسم “مجرد ترس” في آلة سان جيرمان، بل أحد محركاتها الرئيسية. خاض 17 مباراة كاملة في دوري أبطال أوروبا، وشارك في 55 مباراة بجميع المسابقات، مساهماً في 27 هدفاً (11 هدفاً و16 تمريرة حاسمة)، ليتجاوز الرقم القياسي التاريخي المسجل باسم داني ألفيس (25 مساهمة). بذلك، أصبح أكثر مدافع مساهمة هجومية في موسم واحد بتاريخ اللعبة.

بطل اللحظات الكبرى

من الدوري الفرنسي، حيث تُوج بجائزة مارك فيفيان فويه كأفضل لاعب إفريقي، إلى دوري الأبطال، حيث سجل في ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي، كان حكيمي عنصراً حاسماً في قيادة باريس سان جيرمان نحو أول لقب أوروبي في تاريخه، بعد فوز كاسح 5-0 على إنتر ميلان.

تفوق على المهاجمين

مقارنة ببعض الأسماء اللامعة في الهجوم، مثل ديمبيلي ويامال، تظهر أرقام حكيمي أكثر تأثيراً. فهو يجمع بين الصلابة الدفاعية، والدقة الهجومية، وصناعة اللعب، وخلق الفرص، محتلاً المركز الرابع في التسديدات بدوري الأبطال، والثالث في التمريرات التي تسبق التسديد، وثاني أكثر مدافع صناعة للفرص في الدوريات الخمسة الكبرى.

معايير “فرانس فوتبول” تميل لصالحه

المعايير الثلاثة التي تحدد الفائز بالكرة الذهبية — الأداء الفردي، الإنجازات الجماعية، والسلوك الرياضي — تصب جميعها في صالح الأسد الأطلسي:

– أداء فردي ثابت في جميع المباريات.
– ألقاب محلية وقارية كاملة.
– سجل انضباطي وروح رياضية عالية.

دعم من أساطير اللعبة

أسماء مرموقة في كرة القدم لم تتردد في ترشيح حكيمي. الفرنسي هيرفي رينارد وصفه بـ”أفضل لاعب إفريقي”، بينما أكد المصري عصام الحضري أنه “الأفضل في باريس هذا الموسم”. حتى بعض المنافسين، مثل هاري كين، أشاروا إليه كمرشح بارز. أما مدربه لويس إنريكي فذهب أبعد، واعتبره “أفضل ظهير شاهده في حياته”.

تأييد جماهيري عالمي

استفتاء جماهيري أجرته صحيفة “ليكيب” الفرنسية وضع حكيمي في صدارة اختيارات الجماهير لنيل الكرة الذهبية 2025، بدعم واسع من المغرب وخارجه، ما يعكس الاعتراف الدولي المتزايد بقيمته.

نحو إنجاز تاريخي؟

قد يكون فوز مدافع بالكرة الذهبية أمراً نادراً في التاريخ، لكن حالة حكيمي تجعل الأمر أقرب من أي وقت مضى. هو لاعب جمع بين القوة الدفاعية، والإبداع الهجومي، والحسم في أصعب اللحظات… صفات تجعل السؤال مشروعاً: هل نشهد في 2025 أول أسد أطلسي يرفع الكرة الذهبية؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.