فوز باريس سان جيرمان على ليفربول.. ليلة تاريخية في أنفيلد
متابعة: محمد لمودن
في ليلة من ليالي الكرة الأوروبية التي لا تُنسى، تمكن نادي باريس سان جيرمان من كتابة تاريخ جديد له في دوري أبطال أوروبا، بفوزه المثير على ليفربول يوم الثلاثاء، 11 مارس 2025، في إياب دور الـ16. هذا الانتصار، الذي تحقق في معقل “أنفيلد” الصعب، لم يكن مجرد مباراة عابرة، بل لحظة حاسمة أعادت للفريق الباريسي ثقته بنفسه وأكدت طموحاته الكبيرة على الساحة القارية.
كان باريس سان جيرمان قد تلقى خسارة مخيبة في مباراة الذهاب على أرضه في “بارك دي برانس” بهدف نظيف سجله هارفي إليوت، مما وضعه في موقف لا يُحسد عليه قبل السفر إلى ليفربول. الجميع كان يدرك صعوبة المهمة: قلب النتيجة أمام فريق يمتلك خبرة أوروبية عريقة وجمهورًا يُشكل اللاعب الثاني عشر. لكن تحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، بدا الفريق مصممًا على تحقيق المستحيل.
انطلقت المباراة وسط أجواء صاخبة في “أنفيلد”، حيث حاول ليفربول فرض سيطرته المبكرة. لكن باريس، بفضل تنظيمه الدفاعي وسرعة تحركاته الهجومية، استطاع أن يمتص الضغط. في الدقيقة 12، أشعل عثمان ديمبيلي المدرجات، معلنًا بداية العودة. الهدف أعاد التوازن لمجموع المباراتين، وحفز الفريق الفرنسي على المضي قدمًا.
في الشوط الثاني، حاول الريدز الرد، لكن تألق جيانلويجي دوناروما في حراسة المرمى أجهض كل المحاولات. مع نهاية الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة 1-0، احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، حيث أظهر باريس برودة أعصاب استثنائية، محققًا الفوز بنتيجة 4-1 في الترجيح.
هذا الانتصار لم يكن مجرد تأهل إلى ربع النهائي، بل كان بمثابة بيان قوة من باريس سان جيرمان. أولًا، الفوز في “أنفيلد”، الملعب الذي شهد سقوط العديد من الكبار، يُعد إنجازًا نادرًا. ثانيًا، قلب الفريق تأخره من مباراة الذهاب، مما يعكس شخصية قوية وروحًا قتالية لم تكن دائمًا حاضرة في السنوات الماضية. ثالثًا، جاء هذا الفوز في موسم يسعى فيه النادي لتحقيق حلم اللقب الأوروبي الأول، بعد سنوات من الاستثمارات الضخمة والطموحات الكبيرة.
لا يمكن الحديث عن هذا الفوز دون الإشادة ببعض الأسماء. لويس إنريكي، الذي وضع خطة تكتيكية مثالية، استحق الثناء على شجاعته وثقته باللاعبين. فابيان رويز وديزيري دوي كانا، بينما أضاف كفاراتسخيليا لمساته الساحرة، ودوناروما أثبت أنه حارس من الطراز العالمي في اللحظات الحاسمة.
بهذا الفوز، يتأهل باريس سان جيرمان إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث ينتظره الفائز من مباراة أستون فيلا وكلوب بروج. هذا الانتصار قد يكون بداية مشوار طويل نحو النهائي، وربما اللقب الذي طال انتظاره. الفريق الذي كثيرًا ما واجه انتقادات بسبب تراجعه في المباريات الكبرى أظهر أمس أنه قادر على تغيير تلك الصورة.
ليلة 11 مارس 2025 ستظل محفورة في ذاكرة عشاق باريس سان جيرمان كواحدة من أعظم الليالي في تاريخ النادي. فوز على ليفربول في “أنفيلد” ليس مجرد نتيجة، بل رمز للصمود والطموح. بينما يواصل الفريق مشواره الأوروبي، يبقى السؤال: هل هذا هو الموسم الذي سيتوج فيه النادي الباريسي بلقبه الأول في دوري الأبطال!