تقصير الإعلام المغربي: القناة الرياضية تخذل شغف جماهير الديربي البيضاوي
متابعة: محمد لمودن
مرة أخرى، يخيب الإعلام المغربي، وبالأخص القناة الرياضية الرسمية، آمال الجماهير في تغطية مباراة بقيمة وقامة الديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد، أحد أعظم الديربيات على مستوى العالم.
للأسف، شهدنا تقصيرًا فاضحًا في تغطية هذا الحدث الرياضي الاستثنائي، حيث فشلت القناة في توثيق التيفوهات المذهلة التي أبدعت فيها جماهير الفريقين، والتي كانت بمثابة لوحة فنية تعكس شغفًا لا مثيل له وحماسًا يعبر عن الهوية الرياضية العريقة للديربي.
هذا الإخفاق ليس مجرد خطأ تقني أو قرار عابر من مخرج المباراة، بل هو إهمال واضح لدور الإعلام في إبراز روح هذا الحدث الكبير.في الدوريات العالمية الكبرى، مثل الدوري السعودي، الإسباني، أو الإنجليزي، تُخصص تغطيات احترافية للمدرجات، حيث تُبرز الكاميرات إبداعات الجماهير وتيفوهاتهم المذهلة التي تضفي على المباريات أجواءً ساحرة.
هذه التغطيات لا تكتفي بمتابعة الكرة على أرض الملعب، بل تحتفي بالجمهور كجزء أساسي من الفرجة الرياضية. فلماذا يظل الإعلام المغربي، وعلى رأسه القناة الرياضية، بعيدًا عن هذا المستوى من الاحترافية؟ بينما تتسابق وسائل الإعلام العالمية وقنوات رياضية دولية لتسليط الضوء على الديربي البيضاوي، مشيدةً بأجوائه النارية وتيفوهاته الخلابة قبل انطلاق المباراة، تكتفي القناة الرياضية المغربية بتغطية تقليدية باهتة، لا ترقى إلى طموحات الجماهير ولا تعكس العظمة الحقيقية لهذا الحدث.
إن جماهير الرجاء والوداد، التي أبدعت في تقديم تيفوهات مبهرة تستحق أن تُخلّد في ذاكرة كرة القدم العالمية، هي النجم الحقيقي لهذا الديربي. شغفها اللا محدود، إبداعها الفني، وتفانيها في دعم فريقيها يستحق أن يُبرز بتغطية تليق بهذا العرس الكروي. نطالب القناة الرياضية بتبني نهج احترافي يركز على الجماهير، يعكس إبداعاتها، ويحتفي بحماسها، على غرار ما نشهده في تغطية أكبر الديربيات العالمية.
إن الديربي البيضاوي ليس مجرد مباراة، بل هو احتفالية رياضية وثقافية تستحق أن تُروى قصتها بأبهى صورة ممكنة.
