الأندية المغربية واللغة الإنجليزية.. مفتاح الانتشار في العصر الرقمي
متابعة : محمد لمودن
في زمن تتحكم فيه وسائل التواصل الاجتماعي في صناعة الصورة الذهنية للأندية الرياضية، أصبحت اللغة عاملاً حاسماً في توسيع القاعدة الجماهيرية وتعزيز العلامة التجارية. الأندية الأوروبية الكبرى أدركت هذه الحقيقة منذ سنوات، واليوم بات لزامًا على الأندية المغربية أن تسير في الاتجاه نفسه إن أرادت المنافسة على الساحة الإفريقية والدولية.
اللغة العربية هي العمود الفقري للتواصل مع الجماهير المحلية والعربية. فهي لغة الانتماء والهوية، التي تحافظ على الرابط العاطفي بين النادي وجماهيره في المغرب والعالم العربي. في المقابل، تأتي الإنجليزية كلغة عالمية تُعد الأكثر استخدامًا على منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث. وفق تقارير حديثة، يتجاوز عدد مستخدمي الإنجليزية على الإنترنت 1.5 مليار شخص، وهو ما يجعلها مفتاحًا للوصول إلى أسواق جديدة وجماهير متنوعة.
بالنسبة للأندية المغربية، اعتماد استراتيجية ثنائية اللغة لا يعني فقط الترجمة، بل تقديم محتوى متكامل يخاطب جمهورين مختلفين بثقافتين متباينتين، مع الحفاظ على الهوية الرياضية للنادي.
لنأخذ مثالًا من الأندية الأوروبية: ريال مدريد ومانشستر سيتي ليفربول مانشستر يونايتد لديها حسابات على تويتر X وفيسبوك بأكثر من 7 لغات، ما ساهم في رفع عدد متابعيهما إلى مئات الملايين حول العالم، وزيادة قيمة عقودهما الإعلانية بشكل غير مسبوق.
عربياً، بدأ بعض الأندية في مصر والسعودية، مثل الأهلي والهلال النصر الاتحاد، في اعتماد الإنجليزية على منصاتهم، وهو ما منحها حضورًا قويًا في القارة الإفريقية وبين الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا. في المقابل، الأندية المغربية لا تزال تعتمد بشكل شبه كامل على العربية والفرنسية، ما يجعلها محدودة الانتشار على المستوى الدولي.
وفقًا لإحصائيات 2024:
أكثر من 70% من عمليات البحث الرياضية على جوجل تتم باللغة الإنجليزية.
الحسابات الرياضية التي تقدم محتوى متعدد اللغات تحقق تفاعلًا أكبر بنسبة 40% مقارنة بالحسابات أحادية اللغة.
الأندية الإفريقية التي اعتمدت الإنجليزية كجزء من استراتيجيتها الرقمية شهدت نموًا في المتابعين الدوليين بنسبة تتجاوز 60% خلال عامين.
هذه الأرقام تضع أمام الأندية المغربية معادلة واضحة: من لا يتحدث الإنجليزية، لن يكون له حضور قوي خارج حدوده.
المكاسب الاستراتيجية للأندية المغربية
1. توسيع القاعدة الجماهيرية: الوصول إلى جماهير في أوروبا، أمريكا، وآسيا.
2. زيادة القيمة التجارية: جذب شركات رعاية عالمية تبحث عن الانتشار الدولي.
3. تعزيز الصورة الاحترافية: تقديم النادي كعلامة عالمية، وليس محلية فقط.
4. جذب اللاعبين الأجانب: تقديم محتوى إنجليزي يسهل عملية التعاقد مع محترفين عالميين.
ما الذي يجب فعله؟
إنشاء حسابات رسمية ثنائية اللغة على المنصات الكبرى (فيسبوك، تويتر X، إنستغرام، تيك توك).
توظيف فرق مختصة في إدارة المحتوى باللغتين، لضمان الجودة والسرعة.
تقديم محتوى إبداعي متنوع: مقاطع فيديو، تحليلات، مقابلات، مع ترجمات احترافية.
التعاون مع مؤثرين عالميين لدعم حضور النادي على الساحة الدولية.
العالمية تبدأ من التفاصيل الصغيرة. واللغة، اليوم، لم تعد خيارًا بل هي أداة استراتيجية في عالم الرياضة الاحترافية. إذا أرادت الأندية المغربية أن تفرض نفسها في عصر العولمة الرياضية، فعليها أن تخاطب جماهيرها بلغتين على الأقل: العربية للحفاظ على الهوية، والإنجليزية للانفتاح على العالم.