سفراء الرياضة.. حين يتحدث “الهلال” باسم السعودية، فماذا عن المغرب؟
محمد لمودن – LVAR.MA
في عالم باتت فيه الرياضة إحدى أدوات الدبلوماسية الناعمة وصناعة الصورة الدولية، لا يمكن تجاهل الدور المتنامي الذي تلعبه الأندية في تمثيل أوطانها على الساحة العالمية. ولعل نادي الهلال السعودي يُعد اليوم نموذجًا مثاليًا للسفير الرياضي الذي يرفع راية بلاده في المحافل الكبرى، ليس فقط بفضل الإنجازات والألقاب، بل نتيجة تكامل المنظومة وتماسك مؤسسات الكرة السعودية خلف هدف مشترك: خدمة صورة السعودية عالميًا.
الهلال لا يتحرك بمفرده، بل يحظى بدعم استثنائي من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتعاون واضح من بقية الأندية، في مشهد يُظهر وحدة القرار الاستراتيجي خلف مصلحة الوطن. ولعل المثال الأبرز هو موافقة نادي الشباب على إعارة عبدالرزاق حمد الله للهلال، رغم رفضه العرض ذاته لصالح الوداد البيضاوي. القرار بقدر ما هو رياضي، إلا أنه يحمل في طيّاته رسالة سياسية: السعودية أولًا، والرياضة وسيلتنا لتأكيد حضورها عالميًا.
في المقابل.. من يحمل راية المغرب؟
في المغرب، لا تزال الأندية تتحرك غالبًا بمنطق التنافس المحلي الضيق، دون وجود رؤية موحدة تُترجم الإمكانات الهائلة التي تزخر بها الكرة المغربية إلى نفوذ إقليمي وعالمي مؤثر. فباستثناء بعض اللحظات اللامعة لأندية مثل الرجاء والوداد ونهضة بركان، تغيب منظومة التوافق بين المؤسسات الرياضية، ويتراجع مبدأ “مصلحة الوطن أولًا” أمام اعتبارات ظرفية أو حسابات إدارية ضيقة.
أين هي الأندية المغربية من دور “السفير الرياضي”؟ لماذا لا نرى تحالفًا استراتيجيًا بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والأندية لتقديم أحدها كممثل دائم للمغرب في البطولات القارية والدولية؟ وهل آن الأوان لتغيير العقليات من منطق المنافسة الفوضوية إلى ثقافة التكتل والتكامل لخدمة الراية المغربية؟
الدرس من الرياض
الدرس الذي تقدمه السعودية من خلال الهلال ليس فقط في الاستثمار المادي، بل في الانسجام المؤسسي والإيمان بدور الرياضة في تسويق صورة البلاد. وإذا أراد المغرب أن يكرّس مكانته كقوة كروية إفريقية وعالمية، فعليه أن يفرز “سفراء رياضيين” حقيقيين، يحملون اسم المملكة بنفس الزخم الذي يحمل به الهلال اسم السعودية.
فهل نمتلك الشجاعة والرؤية لنقل الأندية المغربية من دور المتنافس المحلي، إلى مقام السفراء الدوليين؟ أم سنبقى ننتظر المعجزات الفردية في غياب المشروع الجماعي؟