حسنية أكادير في أزمة غير مسبوقة: الهزيمة 13 تُقرب الفريق من شبح الهبوط
متابعة محمد لمودن
يعيش فريق حسنية أكادير واحدة من أصعب فتراته في تاريخه الكروي، بعد تلقيه خسارة جديدة أمام النادي المكناسي ضمن منافسات الجولة 23 من البطولة الاحترافية إنوي. خسارة تحمل الرقم 13 هذا الموسم، وتعمق جراح الفريق الذي يقترب بخطى ثابتة نحو أسفل ترتيب الدوري، مما يهدد مستقبله في القسم الأول.
لم يعد الأمر مجرد تعثرات عابرة يمكن تجاوزها، بل باتت أزمة حقيقية تعكس حجم المشاكل التي يعاني منها النادي على جميع المستويات. النتائج السلبية المتتالية أظهرت ضعف التنافسية وغياب الروح القتالية لدى اللاعبين، في ظل إدارة تبدو عاجزة عن اتخاذ قرارات حاسمة لإنقاذ الفريق من هذا الوضع الكارثي.
إدارة بلا رؤية ومدرب فقير تكتيكيًا
أحد أكبر أسباب تراجع الحسنية هو التخبط الإداري وعدم وضوح الرؤية المستقبلية. فالإدارة الحالية لم تنجح في بناء مشروع رياضي متكامل يعيد للفريق هيبته، كما أنها فشلت في اختيار جهاز فني قادر على قيادة الفريق إلى بر الأمان. يقود الحسنية حاليًا مدرب يفتقر للإمكانيات التكتيكية اللازمة لمجاراة فرق البطولة، مما أثر بشكل مباشر على أداء اللاعبين داخل الملعب.
تظهر المباريات الأخيرة افتقار الفريق لخطة لعب واضحة، واعتمادًا عشوائيًا على الكرات الطويلة دون تنظيم أو فعالية هجومية. كما أن الدفاع يعاني من هشاشة واضحة، تجعله عرضة لاستقبال الأهداف بسهولة. كل هذه العوامل جعلت من الحسنية فريقًا بلا هوية، فاقدًا للتنافسية، وعاجزًا عن تحقيق الانتصارات.
الجماهير السوسية، التي لطالما كانت داعمًا قويًا للفريق، أصبحت تعيش حالة من الإحباط والحسرة. كيف لا وهي ترى فريقها الذي كان ينافس على المراكز المتقدمة ويشارك في المسابقات الإفريقية، يصارع اليوم من أجل البقاء. ارتفعت أصوات الانتقادات الموجهة للإدارة والجهاز الفني، مطالبة بتغييرات جذرية تعيد الأمل للفريق.
هل من أمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
مع اقتراب نهاية الموسم، لم يعد هناك مجال للمزيد من الأخطاء. حسنية أكادير بحاجة إلى وقفة حازمة ومراجعة شاملة لكل مكوناته، بدءًا من الإدارة وصولًا إلى اللاعبين. يجب اتخاذ قرارات جريئة، سواء بتغيير المدرب أو إعادة هيكلة الفريق، مع تعزيز صفوفه بلاعبين قادرين على تحمل المسؤولية.
إنقاذ الحسنية من دوامة الهبوط ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب إرادة قوية وتحركًا سريعًا قبل فوات الأوان. يجب على الجميع تحمل المسؤولية وتوحيد الجهود للخروج من هذه الأزمة، وإلا فإن النادي سيواجه خطر النزول إلى القسم الوطني الثاني، وهو سيناريو لا يرغب فيه أي عاشق للفريق.
تبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تقرير مصير حسنية أكادير. إما أن يستفيق الفريق ويقاتل من أجل البقاء، أو يستسلم للواقع المرير وينحدر إلى القسم الثاني. الكرة الآن في ملعب الإدارة واللاعبين، فهل سيكونون على قدر التحدي؟