فشل رياضي و اداري متواصل : من يتحمل مسؤولية التراجع المخيف؟

متابعة/ محمد حسينى 

 

بالنظر إلى الأوضاع الراهنة التي يعيشها نادي حسنية أكادير، فإنه من الصعب جدا التكهن بقدرة هذا النادي على ضمان البقاء ضمن قسم الكبار هذا الموسم ، لأن الواقع الحالي يثبت بما لا يدع اي مجال للشك أن هذا الفريق يعيش على وقع أسوأ أزمة على امتداد تاريخه الطويل، بل إن هذه الأزمة لا يبدو أنها ستنتهي سريعا بما أن تبعات المشاكل و الصعوبات و كذلك الأخطاء الإدارية لا توحي بأن الخروج من هذه الأزمــــة سيكون سلــــسا دون حــصول أي آثــار لا يمكن بســهولة التخلص منها في ظرف وجيز، بل إن هـــذه الآثــار بدت واضحة تماما خلال هذا الموسم الذي يعيش فيه الفريق السوسي على وقع فشل مستمر في كل المجالات..

نتائج محبطة ..

سلسلة النتائج السلبية متواصلة بقيادة المدرب عبد الهادي السكتيوي الذي تجرع مرارة الهزيمة للمرة الـ 12 بعد مرور 22 جولة ، و اصبح قريبا بشكل كبير من خوض مباريات السد من اجل تفادي السقوط الى القسم الثاني الموسم المقبل ، وضع لم يتعود عليه الجمهور السوسي الذي يعيش احد أسوأ موسمه منذ اكثر من 30 سنة،علما ان فريق حسنية أكادير يعتبر من الفرق التي عمرت طويلا في القسم الوطني الاول الى جانب الرجاء ، الوداد و الجيش الملكي.

عجز مالي و فشل إداري

في سياق متصل، فإن فصول هذه الأزمة تبدو أيضا مرتبطة شديدة الارتباط بوجود مشاكل مالية و إدارية مستفحلة، فرغم تعاقب أكثر من هيئة تسييرية على النادي منذ رحيل الرئيس السابق الحبيب سيدينو، إلا أن الجميع كان عاجزا تماما عن إيجاد الحلول المجدية و الفعالة للقضاء على مجمل المشاكل المالية، و هذا الأمر أدى بطبيعة الحال إلى تعمق الأزمة الإدارية، حيث فشل بلعيد الفقير الذي خلف امين الضور في تسيير النادي و ايجاد حل لإنهاء الأزمة المالية.

و في هذا الخضم من حالة التخبط الإداري و المالي برزت على امتداد السنوات الماضية عديد المشاكل المرتبطة أساسا بقضايا مرفوعة ضد حسنية أكادير من قبل لاعبين سابقين و مدربين، و في ظل غياب سياسة رشيدة تحكم التعامل مع هذه القضايا فإن العقوبات المسلطة على النادي من قبل الفيفا و الجامعة الملكية لكرة القدم عمقت الأزمة و كشفت بوضوح وجود حالة من القصور و العجز لدى المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير النادي خلال السنوات الأخيرة ،و هذا ما جعل النادي لم يدخل الميركاتو لثلاث فترات متتالية.

إرث ثقيل

بالعودة قليلا إلى الوراء لم تكن هذه المشاكل بارزة كثيرا و تحديدا زمن إشراف الرئيس السابق الحبيب سيدينو على النادي، لكن بمجرد رحيله تكشفت العيوب و برزت المشاكل التي حاصرت الحسنية من كل الجهات، و في هذا الإطار يمكن القول إن ما حصل في عهد الحبيب سيدينو و خاصة خلال مواسمه الأخيرة كان ينبئ بحصول هذا الانفجار في الأوضاع، فالرئيس السابق ارتكب عديد الأخطاء سواء على مستوى طريقة تسيير النادي حيث اتخد عدة قرارات مصيرية بشكل أحادي و خاصة في ما يتعلق بملف الانتدابات إذ وقع التعاقد مع عدد كبير للغاية من اللاعبين و المدربين الذين كلفوا خزينة حسنية أكادير كثيرا، دون أن يقدموا اية إضافة بل الأكثر من ذلك فهذه الانتدابات ورطت حسنية أكادير في عدة قضايا، َو الدليل على ذلك أن أغلب القضايا المرفوعة ضد حسنية أكادير و وقع البت فيها بإصدار أحكام ضد الحسنية يتحمل مسؤوليتها أساسا المكتب السابق الذي حاول رفع سقف الطموحات عاليا من خلال إبرام صفقات مكلفة، لكنه لم يفلح في ذلك بل ترك إرثا ثقيلا و مشاكل مالية متراكمة من الصعب للغاية التخلص منها على المدى القريب.

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.